Saturday 27 November 2010

أجنحة الفراشة

ذات يوم ظهرت فتحة في شرنقة عالّقة على غصن
جلس رجل لساعات يحدَّق بالفراشة و هي تجاهد في دفع جسمها من فتحة الشّرنقة الصّغيرة
فجأة توقّفت الفراشة عن التّقدم
يبدو أنها تقدّمت قدر استطاعتها و لم تستطع أكثر من ذلك
 
حينها قرّر الرّجل مساعدة الفراشة
فأخذ مقصاً و فتح الشرنقة
خرجت الفراشة بسهولة، لكن جسمها كان مشوهاً و جناحيها منكمشان
ظَلّ الرّجل ينظر متوقعا ً في كلّ لحظة أن تنفرد أجنحة الفراشة، تكبر.. و تتّسع.. و حينها فقط يستطيع جسمها الطّيران
لكن لم يحدث أي ّمن هذا
في الحقيقة لقد قضت الفراشة بقية حياتها تزحف بجسم مشوّه و بجناحين منكمشين
لم تنجح الفراشة في الطيران أبداً
لم يفهم الرّجل بالرّغم من طيبة قلبه و نواياه الصّالحة، أنّ الشّرنقة المضغوطة و صراع الفراشة للخروج منها، كانتا إبداع من خلق الله لضغط سوائل معينة من الجسم إلى داخل أجنحتها.. ليكتمل نموّها و تتمكّن من الطّيران بعد خروجها من الشّرنقة
 
أحيانا تكون الإبتلاءات هي الشّيء الضّروري لحياتنا فعلينا أن نصبر حتّى يأتي الفرج من الله
و لو قدّر الله لنا عبور حياتنا بدون ابتلاء و صعاب لتسببّ لنا ذلك بالإعاقة، و لما أصبحنا أقوياء كما يمكننا أن نكون

No comments:

Post a Comment